آراء النقاد في أدبه
- Visto: 7708
آراء النقاد في أدبه، منشورة في صحف ورقية والكترونية
جريدة الشرق الأوسط - الطبعة الدولية تفوق النقاد المغاربة عربيا... حكم نقدي أم إشكال مفتعل؟ عبدالكبير الميناوي
(اضغط على الرابط)
http://m.aawsat.com/home/ |
عبد الرحيم العلام
التفكير النقدي حول الشعر عند نجيب العوفي. الملحق الثقافي (جريدة الاتحاد الاشتراكي) - العدد: 576 - الجمعة 24 نونمبر 2000
لقد كان لمجيء الاستاذ العوفي إلى كلية أداب الرباط، أوساط الثمانينيات، أثره البليغ و وقعه الكبير و المؤثر فينا نقرأ له فقط و نحن طلبة، أسعفنا قدومه للتدريس بالكلية بالتعرف المباشر به، حيث فتح لنا الاستاذ العوفي، نحن مجموعة من الطلبة، قلبه الكبير و خزانه المعرفي و المنهجي، فتوطدت صداقتنا معه و استمرت حميميتها إلى حد الآن.
لا أنكر أن مجيئ نجيب العوفي إلى كلية الأداب قد أربكنا لحظتها، حيث تسابقنا إلى طلب تسجيل مواضيع بحوثنا لنيل الاجازة تحت إشرافه، فرحب بنا، كما رحب بمواضيع بحوثنا لنيل الإجازة تحت إشرافه، فرحب بنا، كما رحب بمواضيع بحوثنا و بانشغالاتنا و بأسئلتنا و هواجسنا، فكان أن أغدق علينا الكثير من كرمه المعرفي و من توجيهاته و نصائحه الرصينة.. بل و الأحسن من ذلك، فزنا منه بصداقة و أبوة علمية قل نظيرها في زمننا هذا حيث امتدت أريحيته فينا، كما امتدت نتائج إشرافه و تشجيهاته و كتاباته و لغته في مستقبلنا النقدي، فكان أن ازداد من خلال كل ذلك حبنا للأدب عشقنا لقراءته و البحث في عوالمه.
ومنذ تلك الفترة القريبة جدا من و عيي و من إداركي، أصبحت مدمنا على قراءة و تتبع كل من ينشره الاستاذ العوفي في الناس، ليس فقط بالنظر إلى قراءة و تتبع كل من ينشره الاستاذ العوفي في الناس، ليس فقط بالنظر إلى و ضعه الاعتباري داخل مشهدنا الثقافي عموما، و إنما اعتبارا، كذلك، لمساهماته الرائدة في بناء السؤال الثقافي و النقدي عندنا، و لما يمتلكه العوفي من مراس و قدرة عجيبة و ماكرة على الانصات لنبضات النصوص- قد لا تتوفر لدى الكل- وامتلاكه، أيضا، لجرأة خاصة على إبداع الرأي و المجادلة و التقويم وصوغ الاسئلة الصعبة و الحرجة، و ذلك منذ أولى كتابته النقدية..
يتشيد ذلك كله عند العوفي، انطلاقا من متابعة دقيقة و ذؤوبة للإصدارات الادبية بالمغرب و خارجه، و انطلاقا من وفاء معرفي للتفكير النقدي الذي عشقه العوفي و ارتضاه بديلا للإبداع، منذ تجربته الأولى، في أوائل الستينات، مع القصة القصيرة، و كأنه قد استشعر- أنذاك- مدى الحاجة الملحة في مشهدنا الثقافي و الادبي المغربي إلى نقاد، من أمثاله، يواكبون اسئلة هذا المشهد و تحولاته، و هو يؤسس لنفسه، في بداياته، هويته الاولى و تجنسه المحتشم.
لقد كان نجيب العوفي حاضرا أيام التأسيس، أي منذ أن فتح جيل الستينات- على حد تعبيره- بافراده القلائل، الباب النقدي نصف فتحة، في وقت أمس. ثم ولى معظم الادبار تاركين وراءهم أصداء من ذكرى ما يكون فيه النقد إلى حضورهم و استمرارهم (1)، كما أكد حضوره أيضا إلى ما بعد التأسيس، حيث توارت أسماء و اختارت أخرى توجهات كتابية غير التخصص النقدي، لكن العوفي، بخلاف أولئك، بقي وفيا لنشاطه الفكري النقدي المصاحب طبعا بالتحول في الإدراك و في الوعي النقدي و المنهجي و في زوايا الرؤية النقدية. كما بقي وفيا للجدية و الصرامة اللتين يتطلبهما الخطابان النقدي و التحليلي، في وقت امتلأت فيه الساحة بالصياح و المجاملة و الزبونية.
داخل هذه التجربة النقدية الرائدة و الغنية، كان للشعر حضور مركزي و أولي في التفكير النقدي عند نجيب العوفي، إلى جانب القصة و الرواية و النقد و المسرح و الخطاب الثقافي عموما. فعلى حد علمي، فإن نجيب العوفي يبق الناقد الوحيد، من بين جيله من النقاد، الذي بقي و فيا للشعر (إبراهيم الخطيب و محمد الهرادي) و اهتم آخرون، بشكل متقطع نسبيا، بالخطاب السردي تحديدا (إدريس الناقوري و عبد القادر الشاوي)، نجد أن جل كتب العوفي- باستثناء كتابين اثنين ("مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية: من التأسيس إلى التجنيس، و "عوالم سردية")- تفتح فضاءات صفحاتها الأولى للشعر، حيث ينفرد بمستوى هام من الحضور و الدراسة و المساءلة. و هو مؤشرة دال على أن التجربة الشعرية، المغربية تحديدا كانت، و ى تزال، تشكل في يعدها الإبداعي و النقدي، قطب الاهتمام النقدي عند العوفي، و هو الذي يعتبر واحدا من المدافعين عن استمرارية هذه التجربة أمام الهيمنة المزعومة للرواية. الأمر الذي يجعل من العوفي، بدون منازع و بدون مبالغة، حجة الشعر المغربي المعاصر، ليس فقط بالنظر إلى طبيعة اهتماماته بتطور و تحولات المسار الشعري العام في المغرب، و لكن أيضا اعتبارا لطبيعة الرؤية الشمولية المميزة للتفكير النقدي عنده حول الظاهرة الشعرية.
هكذا، إذن، يمكن القول بأن التجربة الشعرية المغربية قد وجدت في العوفي حضنا نقديا، راعيا لها و لأصواتها، و مدركا لما لها و ما عليها، و هو ما لم يتوفر حتى لدى النقاد الجدد و الشعراء الشباب، مع بعض الاستثناءات النادرة جدا (2). و هو اهتمام يبقى له أكثر من بعد دلالي و تاريخي و إنساني، شعورا من العوفي نفسه.و على حد تعبيره . بأن هؤلاء الشعراء "الشباب" هم في أمس ما يكونون حاجة إلى من يناقش عطاءهم و يثمن تجربتهم و إنجازهم (...) و هو أيضا في أمس الحاجة إلى من يقرأهم لا إلى من يقرأ أو يتقرأ عليهم، خاصة و أن التواصل الحواري بين الأجيال الأدبية، يبدو واهيا إن لم نقل منقطعا (3). و شعورا منه كذلك بأن التجربة الشعرية المغربية هي تجربة واحدة، في تنوعها وفي تعدد أصواتها، و في تقسيماتها الزمنية المختلفة.
تبعا لهذا التوجه النقدي العام عند العوفي، نجد أن التفكير النقدي عنده لا يعبأ بمسألة التجييل أو الانتصار لجيل دون أخر أو على حساب آخر، فكما يحضر ديوان الستينات في كتاباته، بكامل ثقله الزمني و التاريخي، في بحثه عن الهوية، و أيضا بجل أسئلة تحوله و صيرورته و إشكالاته و التباسه و توتراته، يحضر ديوان التسعينات، كذلك، بكامل عنفوانه و ثغراته الإبداعية، و هو يلتمس طريقه بخطوات وهمية احيانا و هجومية بقية الدواوين الأخرى، في تنوع أسمائها و أصواتها، تلك التي "انساقت مع تيار و التجريب و حاولت ارتياد آفاق جديدة للقول الشعرية"(4).
و بالعودة إلى مجموع الكتابات النقدية للعوفي، سوف نلمس أنها اصبحت ممتدة في زمن، و تعكس طبيعة التطور الذي طال التجربة الشعرية الحديثة و المعاصرة بالمغرب. فما كان بالامس ينتمي إلى "شعراء الشباب" أو جيل السبعينيات كما استقرأ تجربتهم، و كما سماهم، كتاب'درجة الوعي في الكتابة"، لم يعد اليوم ينتمي إلى هذه الفئة من الشعراء، بعد أن ظهر جيل جديد، الآن، هو الذي يمثل هذه التجربة، اعتبار العامل الزمن و تراكم التجربة و نضجها. و ما ينسحب، هنا، على التجربة الشعرية ينسحب كذلك على التجربة النقدية، كما جاء على لسان العوفي في الحوار الذي اجراه معه محمد بنيس و المنشور ضمن الكتاب السابق.
و بالامكان، الآن، بعد كل هذا الزخم و التطور الذي حققته التجربة النقدية عند العوفي، أن نصوغ تسطيرا أوليا لأهم الخطوط المميزة للتفكير النقدي حول الشعر عند العوفي، و ذلك من خلال المستويات التالية:
- من خلال نقده و تحليله للنص الشعري، الحديث و المعاصر
- من خلال نقد النقد
- من خلال صوغه لمداخل و مطارحات حول التجربة الشعرية الحديثة و المعاصرة
- من خلال حضوره المكثف، باعتباره مرجعا نقديا للتجربة الشعرية المغربية الحديثة و المعاصرة.
في المستوى الأول، يمكن القول إن كتابات العوفي النقدية تكاد تغطي التجربة الشعرية المغربية، منذ الستينات إلى الآن، بالعدد الوافر من نصوصها و أسمائها، و بتنوع مناهج مقاربتها و تعدد نتائجها كذلك.
و قد كانت الجرأة و الصرامة النقدية و المساءلة، و كذا الاحتكام إلى النصوص، في سياقها الكتابي و الوظيفي و في شروطها التاريخي و الاجتماعي و السياسي، هي المتحكم في كثير من فصول هذه التجربة النقدية، و التي هي الآن في دينامية و تطور.
في مستوى الثاني، يبرز الأستاذ نجيب العوفي ناقدا تفكيكيا لبعض الكتب النقدية حول الشعر، و مجادلا ذكيا لبعض الأطروحات و الآراء و التطورات النظرية و الموافق النقدية المتبناه من قبل مجموعة من النقاد المغربة، و غيرهم: "(محمد بنيس- أدونيس-أحمد المعداوي...)
في المستوى الثالث، يحضر العوفي كواحد من النقاد القليلين الذين ساهموا بعمق في صوغ مداخل أساسية لقراءة التجربة الشعرية المغربية، الحديثة و المعاصرة، و قراءة بياناتها و مشاريعها و إغناء الجدل الذي أثارته من حولها.
في المستوى الرابع، يحضر العوفي مرجعا نظريا و نقديا لا مناص منه بالنسبة للدراسات و الابحاث، سواء تلك التي أنجزت داخل الجامعة أو خارجها. من ثم، نجد أن الحضور المرجعي للعوفي و لكتاباته لا يتوقف عند حدود الشاهد النقدي المعضد أو المخالف، و لكن أيضا كموقف و تصور، و كحاسة نقدية موجهة لطبيعة الوعي النقدي عند نقاد و باحثين أخرين، خصوصا و أن كتابات العوفي تعتبر من بين الكتابات النقدية النادرة التي ألفت خارج فضاء الجامعة، و أن كانت تنتمي إليها بشكل أو بأخر، و ذلك في الوقت الذي كتب فيه مجمل النقد الشعري المغربي في سياق اكادمية صرف (و اللائحة طويلة)، و هو ما يكسب كتابات العوفي مشروعية و حرية نقديتين غير مشروطتين.
بموازاة مع هذا التعدد في أشكال الممراسة النقدية عند العوفي، و تمكن من إبراز موقفه النقدي منها. سواء عبر دحضها أو عبر تبينها و الدفاع عنها، سواء تعلق الأمر، هنا، بالقضايا الفنية و المجتمعية و التاريخية و التحقيقية، أو بمقولاته الكبرى، كمقولات "الازمة" زو "التحول" و "الحداثة" و غيرها. أو تعلق الأمر، في مستوى آخر، برصد العوفي للقضايا الشعرية الكبرى التي وجدت صداها اللافت في تفكيره النقدي.
و تشكل صورة "فلسطين" إحدى تلكالقضايا التي خصها العوفي باهتمام نقدي خاص في مرحلة السبعينيات و ما بعدها. و يمكن اعتبار ذلك بمثابة وفاء نقدي من قبل العوفي- إلى جانب الوفاء الابداعي من قبل الشعراء- تجاه هذه القضية اتجاه نماذج من الشعر المغربي التي استوحتها في فصولها المتعاقبة. و هو ما يبرز جليا في كتابيه المتباينة المشارب و الحساسيات. و هي مواكبة غير متقطعة فيما يتعلق بطبيعة المنظور النقدي عند العوفي، بل إنها بخلاف ذلك، مواكبة جدلية و زمنية وكلية، و هو ما استعشعره الناقد نفسه في كتابه "ظواهر نصية" حين حديثه عن طبيعة التمثل الذي وقف "في الاغلي في منتصف الطريق بين الخطابة و الكتابة. بين فلسطين المرجع و فلسطين النص"(7).
و من بين ما يميز طريقة الكتابة النقدية عند العوفي كونها تجعل من "السؤال" قوامها العام و محركها الأساسي. فكثيرة هي الطروحات النقدية التي جاء منطقها العام على شكل أسئلة موجهة. و هو جانب من "نقد التعلم" بالمفهوم العلمي للكلمة، الذي يكتبه العوفي و يشتغل به، و ذلك على اعتبار أن كتابته تعلمنا أن النقد سؤال قبل كل شيء. و إذ ما احتكمنا إلى كتابين فقط هما "ظواهر نصية" و مساءلة الحداثة" سوف نلمس عن كثب مدى الحضور المكثف للسؤال في توجيه المنظور النقدي عند العوفي، سواء ثم ذلك بشكل علني، بحيث لا تكاد تخلو دراسة في هذين الكتابين من سؤال و خمسة أسئلة في الدراسة الواحدة، تأتي في البداية بمثابة تساؤلات مفهومية لتكسير اليقين النقدي، كما يزعمه البعض و يرتضيه. و في هذا الإطار، نجد أن مقولة "الحداثة" قد حظيت بالنصيب الأوفر من المساءلة، سواء في ارتباطها بالمنحى الإبداعي النظري (الشعري و الروائي) أو بالمنحى النقدي.
و يعتبر كتاب "مساءلة الحداثة" (8) واحد من أهم الكتب النقدية المغربية التي تمكنت من تجديد السؤال حول هذه المقولة، و ذلك من منطوق الدعوة، كذلك، إلى مواصلة تجديد الحديث حولها في المحافل العربية، بالرغم من كل ما قيل و ما كتب بصددها...
في هذا الكتاب، نكتشف العوفي ناقدا جريئا لمقولة الحداثة الشعرية و النقدية) بما لها و ما عليها. و هو نفس الموقف الذي أبان عنه المؤلف العوفي في مساءلته كذلك للحداثة في الرواية المغربية (9). على اعتبار العوفي لا يقف من الحداثة عموما موقف انبهار، كما دأب آخرون. بما هي مواجهة لنوع معين من الحداثة و لصنف معين من الحداثويين أيضا. و يتم ذلك عند العوفي من موقع الدفاع كذلك عن الوجه الأصيل للحداثة، و هو ما جعل هذا الكتاب يتجنب الكثير من السقوطات التي وقعت فيها كتب أخرى سابقة حول نفس الموضوع. كما عمل بالتالي على تحاشي السقوط في اسر بعض الآراء التي و إن كان العوفي يتبناها (ما يخص منها أساس القول بأزمة الشعر العربي الحديث، و من ثم تأزم الحداثة الشعرية) فإنه ينتصر فقط لما يناسب مفهومه الخاص بالدرجة الأولى، حداثة لا تلغي انشدادها بالتراثي و لا مجافاتها للتاريخ و الايديولوجي.
إن تخصيص هذه الورقة للحديث عن جوانب من الحضور النقدي حول الشعر عند الأستاذ العوفي لا يروم تجزييء تجربته النقدية أو ابراز خصوصياتها. فالمتتبع لهذه التجربة عن كثب سوف يلمس مدى عمقها في كليتها و في شموليتها و في تداخل فصولها الشعرية بفصولها السردية، و ذلك على اعتبار أن التفكير النقدي عند العوفي ليس رهينا بالزمن أو بنصوص معينة، أو أنه تفكير عمودي، بقدر ما هو تفكير شمولي، جدلي و تنويري، على حد تعبير الأستاذ عبد الحميد عقار (10).
هوامش
ألقيت هذه الورقة خلال الملتقى الادبي الذي نظمته جمعية الامتداد الادبية بمدينة القصر الكبير احتفاء بالاستاذ نجيب العوفي، و ذلك خلال شهر يوليوز 2000.
(1) نجيب العوفي، درجة الوعي في الكتابة، دراسات نقدية، در النشر المغربية، أبريل 1980، ص 21.
(2) نشير هنا، على سبيل المثال، إلى الدراسة الجادة لعبد الله شريق: 1995، ط1 "في حداثة النص الشعري"، منشورات البوكيلي
(3) نجيب العوفي، ظواهر نصية، منشورات عيون المقالات، ط1، الدار البيضاء،1992،ص 66
(4) المرجع نفسه، ص 21.
(5) نجيب العوفي، جدل القراءة، ملاحظات في الإبداع المغربي المعاصر، دار النشر المغربية، الدار البيضاء 1983 (الفصل المخصص ل "الصورة الفلسطينية-مداخلتان") ابتداء من ص 21
(6) نجيب العوفي، ظواهر نصية، مرجع مذكور، الفصل الخاص ب"فلسطين النص" ابتداء من ص 29
(7) المرجع نفسه، ص 32
(8) نجيب العوفي، مساءلة الحداثة، سلسلة شراع، العدد الخامس، يوليوز 1996
(9) انظر تصور العوفي لهذه القضية في كتاب أعده عبد الرحيم العلام حول "سؤال الحداثة في الرواية المغربية"، منشورات إفريقيا الشرق، 1999.
(10) عبد الحميد عقار في تقديمه لكتاب نجيب العوفي "عوالم سردية متخيل القصة و الرواية بين المغرب و المشرق". دار نشر المعرفة، الرباط 2000.
عبد الإله المويسي، الكاتب العام لجمعية الامتداد الأدبية في مدينة القصر الكبير
أسئلة وأجوبة - من حوار على هامش ملتقى محمد الخمار الكنوني الوطني الثالث للشعر المغربي الحديث - جريدة الاتحاد الاشتراكي، 30 يونيو 2000
بالنسبة إلينا، نجيب العوفي يختزل السؤال النقدي المغربي بكامله، فهو ناقد الأجيال، ظل قرابة الأربعين سنة يمارس الإنصات عن قرب لنبض الأدب المغربي، مثلما يمارس معانقة همومه وانشغالاته ومواكبة تطلعاته وتحولاته. أربعون سنة راكم من خلالها منجزا نقديا ثرا تمثله حاليا ستة كتب قيمة جادة ونافذة.
ونجيب العوفي بالإضافة إلى هذا فهو صديق حميم للأجيال التي تعاقبت على تسيير جمعية الامتداد، ساندها المساندة النقدية بتوجيهه ونصحه مثلما ساندها بحبه وعطفه ومداومة المشاركة في ملتقياتها دون شرط أو قيد. وأعتقد أن هذين الاعتبارين دون ذكر أخرى كافيان لتبرير تخصيص داخل الملتقى فرصة لتوجيه تحية تقدير لهذا الناقد الكبير، نقول تحية تقدير فقط، على أن حفل التكريم الحقيقي سيأتي لا محالة فيما بعد.
محمد الهرادي
منشورات شراع - يوليوز 1996
ينتمي نجيب العوفي، عن جدارة، إلي سلالة قضاة وفقهاء ومجاهدين قدموا إلينا من جبال العزلة ليحترفوا العاصفة، في كبوتها ودوارها، وليمنحوا أحفادهم لغة ملتهبة مسكونة بالحرائق، ومعالم أفق لا حدود لبهائها.
من هذه الأرومة الريفية النادرة يتعاقب إلينا دم الكاتب، وبنقائها المجرد حل علينا، في بداياته، متميزا، جريئا، مثقلا بهموم وأحلام الستينيات التي لم تسكنها بعد لغة الرماد، مع أنها تحولت اليوم إلى صوت خفيض.
طيلة ثلاثين من حياة أدبية حيوية قدمت لنا أعمال نجيب العوفي النقدية تأكيدات دالة، مستمرة لميزات شخصية قل اجتماعها في فرد واحد، الجرأة العادلة ذي الميزان المجرد عن الحسابات الضيقة.
نجيب العوفي ينبوع خفي، لكنه فياض في مجراه، وهو يقطن في عمق أسئلة الكاتب المرتبطة بالتحديث والحرية، في الثقافة والحياة.
آراء النقاد في أدبه، منشورة في صحف إلكترونية
جلول قاسمي - طنجة الأدبية - نجيب العوفي: الناقد- - الانسان
جميل حمداوي - ألألوكة الأدبية واللغوية - 12 ماي2013 تنوع المقاربات النقدية عند نجيب العوفي.
نجاة المريني - العلم الثقافي (11/3/ 2010 ) : نجيـب العـوفي الناقد الأديب واللغوي الأنيق
http://www.alalam.ma/def.asp?codelangue=23&id_info=24783&date_ar=2010-3-16%2018:34:00
محمد أفقير - ديوان العرب - 18 ماي 2009 : سؤال المنهج في الخطاب النقدي المغربي، تجربة نجيب العوفي النقدية نموذجا
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article18135